هل يجوز تمني الموت من كثر الضيق
هل يجوز تمني الموت من كثر الضيق، قال حذيفة - رضي الله عنه - لما حضرته الوفاة: "حبيبٌ جاء على فاقة، لا أفلح مَن ندم، اللهم إن كنت تعلم أن الفقر أحب إليَّ من الغنى، والسقم أحب إليَّ من الصحة، والموت أحب إليَّ من العيش، فسهِّل عليَّ الموت حتى ألقاك"؛ فهل يجوز تمني الموت من كثر الضيق.
هل يجوز تمني الموت من كثر الضيق
ما أخرجه الإمام مسلم من حديث أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: "إنه في غزوة بدرٍ لما دنا المشركون، قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((قوموا إلى جَنَّة عرضها السموات والأرض))، فقال عمير بن الحُمام الأنصاري: يا رسول الله، جنة عرضها السموات والأرض؟! قال: ((نعم))، قال عمير: بخٍ.. بخٍ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((ما يحملك على قولك: بخٍ.. بخٍ؟))، قال: لا والله يا رسول الله، إلا رجاء أن أكون من أهلها، قال: ((فإنك من أهلها))، فأخرج تمرات من قرنه فجعل يأكل منهن، ثم قال: لئن حييت حتى آكل تمراتي هذه، إنها لحياة طويلة، فرمى بما كان معه من التمر، ثم قاتل حتى قُتِل"، وكذلك لما سأله عوف بن الحارث - ابن عفراء - فقال: "يا رسول الله، ما يُضحك الرَّبَّ من عبده؟ قال: ((غمسه يده في العدو حاسرًا))، فنزع درعًا كانت عليه فقذفها، ثم أخذ سيفه فقاتل حتى قُتِل"؛ (ابن الأثير في أُسد الغابة، وابن هشام في السيرة)، والنماذج كثيرة في الصحابة وفي غيرهم من السلف الصالح، حيث كانوا يتمنون الموت طلبًا للشهادة.وجاء رد الإمام ابن باز رحمه الله كالتالي:"طلب الموت يا أخي لا يجوز، ولا يجوز تمنيه أيضًا؛ لقول النبي ﷺ: لا يتمنين أحدكم الموت لضر نزل به؛ فإن كان لا بد متمنيًا فليقل: اللهم أحيني ما كانت الحياة خيرًا لي، وتوفني إذا كانت الوفاة خيرًا لي. متفق على صحته.
وكان من دعائه عليه الصلاة والسلام: اللهم بعلمك الغيب وقدرتك على الخلق أحينيي ما علمت الحياة خيرًا لي، وتوفني إذا كانت الوفاة خيرًا لي فنوصيك بهذا الدعاء، أصلح الله حالك وقدر لك ما فيه الخير والصلاح وحسن العاقبة.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته"