شرح نص يا ابن أمي لابي القاسم الشابي 1 ثانوي

إجابة معتمدة
اريد منكم شرح نص يا ابن أمي لابي القاسم الشابي 1 ثانوي، وايضا انه يوجد هنالك شرح نص أبو القاسم الشابي 8 اساسي، وايضا اريد منكم توفير كلمات يا ابن امي خلقت طليقا كاملة وجديدة، ارجو من منكم يوجد لديه طريقة يساعدني في الوصول اليها للضرورة، ولكم مني كل التقدير.

تقديمُ النّصّ:

نتناول بالشّرح والتّحليل نصّا شعريّا عموديّا تألّف من ستّةَ عشرَ بيتا. وقد انتخبناه من ديوان الشّاعر التّونسيّ أبي القاسم الشّابيّ «أغاني الحياة»، وهو الدّيوان الّذي ضمّ أشعارا كُتبتْ بين سنتَيْ 1909 و1934. نُظمَت القصيدةُ على بحر "المتقارب التّامّ"، والتزمَتْ رويّا موحّدا هو "هاءٌ ساكنة" ألّفتْ مع ما سبقها من الحروفِ المفتوحة فتحةً طويلة [م، ل، ر، ب، ي، د، ح، ن] مقاطعَ مُتناهيَةَ الطّول.

أمّا موضوعُ القصيدة فهو دعوةُ الإنسان إلى استعادة ما كان عليه في أصل نشأته من حرّيّةٍ غير مشروطة ومن تناغُمٍ مع مكوّنات الطّبيعة ومن تصالحٍ مع الذّات الإنسانيّة فرديّة كانتْ أو جماعيّة.

 3-المقاطع: (حسب معيار الزمان) :

ب1 - ب5: بيان أهمية الحرية.
ب6 - ب10 : الكشف عن واقع الشعب.
البقية:المستقبل: دعوة إلى الحرية.

شرحُ النّصّ وتحليله:

عملُ النّداءِ: (العنوان = يا ابنَ أمّي)

نحويّا جاء هذا القسمُ من النّصّ جملةَ نداء مختزلة تألّفتْ من مُكوّنيْن هما: [حرف نداء للقريب أو للبعيد + مُنادى جاء مركّبا إضافيّا مزدوَجا.

الخاتمة: نخلص من هذه القراءة إلى بعض الاستنتاجات:

الإيقاعُ:

لم يخرجْ أبو القاسم الشّابّي عن عمود الشّعر [اعتمد بحرَ المتقارب] ولا عن وحدة الرّويّ [اعتمد الهاءَ السّاكنة المسبوقة بفتحة طويلة]. ولسْنا نرى في الأمر التزاما صارما بأنساق القول الشّعريّ القديمة، إنّما ذاك لأنّ أغلبَ الرّومنطيقيّن تمسّكوا بالإيقاع كيْ تعكسَ القصيدةُ ما في الطّبيعة من تناغم واتّساق وموسيقى كونيّة مُتجاوبة.
ربّما من أجل ذلك وجدنا الشّابّي يقوّي الإيقاعَ العروضيَّ الخارجيّ بإيقاع صوتيّ داخليّ قوامُه التّرديدُ اللّفظيّ والتّماثلُ التّركيبيّ. كأنّما يُوشّي القصيدةَ على قدر جمال العالم المنشود الّذي يبشّر به.

المخاطَبُ المفردُ:

توجّه الشّاعرُ بنصّه إلى مخاطَب مفرد سعيا إلى تنفيره من السّائد المناقض لأصلِ النّشأة ولعلّةِ الخلْق معا. يمكن أن نرى في تخصيص الفردِ بالخطاب دليلا على احتفاء الرّومنطيقيّة بذاتيّة الإنسان ورفضها تغييبَ الفرد في المجموعة حدَّ الذّوبان. ثمّ إنّ الثّوّارَ عادة ما يكونون أفرادا يكسرون حاجزَ الصّمت الّذي تطوّقهم به "الجماعةُ الضّالّة"، وعلى عاتقهم تقع مسؤوليّةُ إيقاظ الجماهير من سباتها المديد. بهذا التّأويل يصيرُ المخاطَبُ "جمْعا في صيغة المفرد" يُنهِض بعضُ بعضا.

الثّورةُ على السّائد:

نشأت الرّومنطيقيّةُ حركةَ رفضٍ لكلّ مظاهر التّشوّه والانحراف في الوجود البشريّ. ونصُّنا تجسيدٌ لهذا الطّموح في تأسيس عالم بديل. بيد أنّ "الثّورةَ الرّومنطيقيّة" عودٌ على بدْء: إنّها استعادةٌ لعالم مثاليّ كان في سالف الأزمان أو لجنّة أرضيّة تَقلّب البشرُ في نعمائها وقتَ طفولتهم البريئة. من قوانين الثّورات أن تكون قفزةً هائلة إلى الأمام. وإذا بثورة الرّومنطيقيّين "ردّة" بخطى عملاقة إلى الزّمنِ المحالِ. فكأنّها "ثورةٌ" في القصيدة لا تكاد تغادرها. بهذا نفهمُ صورةَ "الإنسان الجديد" الّذي لبّى النّداءَ: تجلّى كالطّفلِ الطّلَعةِ الغِرّ السّاذج اللاّعب اللاّهي النّقيِّ الفؤاد الخالِي الذّهن... ولأنّه كذلك بدا أسعدَ الخلق وأبعدَهم عن الشّقاء. إنّها، إذنْ، ثورةٌ من أجل السّعادة الّتي جوهرُها الوعيُ بحرّيّة الذّات وبكمال الكيان وبالتّناغم مع الوجود.
 

شكرا جزيلا لك